الماهية الضائعة

الماهية الضائعة

الفرح ...عرفوه كثيراً ...أذاعوا عنه وشهروا به وكأنهم يعرفون معناه ...
المحبة كلمة تقال على أفواه الكثيرين .. بداية الحديث بين طرفين في هذا العهد لتمضية وقت يرى فيه الطرفين الطول والصعوبة ...
أيام طويلة لم أكن أعلم معنى هذه الكلمة فلم يسبق لي التعرف عليها شخصياً ..
لكن الآن أشعر أني قابلتها وتصافحنا وبدأنا علاقة مميزة وأقسمنا أو أقسمتُ على عدم البعاد عنها لأن الفرحة مرافقة لنا دوماً لكننا نخاصمها ونبتعد عنها .
بالنسبة إلي لا أرغب أو أتمنى أن أعيش في فرحة ٍ أجمل من التي أعايشها الآن .
فما أجمل من رؤيتي لأختي الصغيرة وابتسامتها البريئة التي أكره الساعات التي أقضيها بدونها مع الإنسانة التي قدمت لها قلبي وأعيش لأجلها عمري رغم أن هذا ذرة بالمقابل لما قدمته لي من عطف وحنان ومحبة ... أمي ..
وأرى الرجل العظيم مثلي الأعلى الذي أحتذي به يعيش أيامه في هذا الزمان الذي كتبوا على صدره قاتل مأجور وابتسامة أعلنت ثورة على شفتيه تملئ المنزل الذي رحلت عنه الفرحة لفترة فقدمت لها أعذاراً بالسفر والمرض .
والفرحة الكبرى عند تحقيق أحلامي وآمالي والتأكد من أنني كنت على حق عندما رفعت شعار انتظار الحب الحقيقي , والدفاع عن الرومانسية ,لحظة التقيت بالملاك التي أسرت قلبي واستحقت حبي .
فرحة تصيبني كلما رأيت شاب يدافع عن إيمانه بالمعنى الحقيقي للحب والفرحة محاولاً التمسك بشعرة الأمل الباقية في هذا الزمان ، رافضاً فكرة الاستسلام كما فعل الكثيرون الذين يسيرون ويوزعون ابتساماتهم الكاذبة ظانين أنهم يملكون الفرحة وهذا الذي يدفعهم لمشاركتها مع الآخرين وذلك لجهلهم ماهية الفرحة أو لنقصها لديهم بل فقدانهم لها , وفقدانهم للأمل بها فيتصنعوها ظانين أنها ستأتي يوماً حافية القدمين .
تصيبني فرحة عندما سأرى فتاة وحيدة بالنسبة لبعض الجثث المجتمعة ويدعون أنفسهم جميلات اليوم ... وابتساماتهم أسفه من أن يقال عنها سفيهة ..يجاملون ذاك ويبتسمون لهذا لإمضاء وقت معتقدين أنهم سيخرجون عن الزمان فيها .
ويسيرون في طريق الابتسامات المزيف ذو الرصيف الأسود ناسين أنهم بعد كل بضعة أمتار ستواجههم إشارة ... حمراء على الدوام ،ليستعدوا للحقيقة ... لكنهم يخالفونها ويكملون مسيرتهم ليكسبوا بعض الاهتمام لاعتقادهم أن ابتساماتهم تسحر لجهلهم ماهية الابتسام ولابتعادهم كل البعد عن ماهية السحر الحقيقي .
ولا فرحة بعد لقاء فتاة مخالفة لتلك الجثث وتعلم حق المعرفة ماهية الفرحة وسحر الابتسامة التي يأمر بها قلب يحمل الدفء والصدق إلى عقل ذو تفكير بريء وترسم على شفاه تعودت الحقيقة .فرحة تملكني وتصارع لحظات اليأس لرغبتي الاستمرار بالبحث عنها ... وعندما أجدها ... سأطبق يداي على كتفيها وأسمر وجهي أمام عينيها وأسكن نظراتي في مقلتيها ليتبادلا الصدق وأقترب بشفتاي من شفتيها لأشعر بكل حركة لهما ولأكون في أقرب ما يمكن إلى ابتسامتها لأشعر بالدفء والابتسامة التي هجرتني منذ أمد.....
*****